في أول إطلالة تلفزيونية لمسؤول إسرائيلي عبر شاشة تلفزيون دبي:

والضيوف: أوفير جندمان ود. بشير عبد الفتاح ومحمد جلال الريسي

معاهدة السلام: رسالة الإمارات الإنسانية... امتداد لدعم واحترام الحقوق التاريخية للفلسطينيين

 

دبي: 19 أغسطس 2020ـ في إطار مواكبته الإعلامية لمعاهدة السلام بين دولة الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل، استضاف برنامج (الإمارات رسالة سلام) في حلقته الثانية مساء (الثلاثاء 18 أغسطس) كلا من: أوفير جندمان الناطق باسم الحكومة الإسرائيلية من تل أبيب، في أول إطلالة تلفزيونية لمسؤول إسرائيلي عبر شاشة تلفزيون دبي، إلى جانب الكاتب والمحلل السياسي الدكتور بشير عبد الفتاح من القاهرة، وضيف الاستديو، محمد جلال الريسي المدير التنفيذي لوكالة أنباء الإمارات "وام".

وقال الإعلامي الإماراتي محمد سالم مقدم الحلقة الثانية من البرنامج: "تنتظر دولة الإمارات العربية المتحدة بفارغ الصبر، اليوم الذي ترى فيه دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة إلى جانب إسرائيل، على اعتبار أنه الهدف الذي ما انفكت الإمارات تعمل لتحقيقه منذ قيامها في العام 1971، والشعب الفلسطيني الشقيق هو القضية، دافعة بكل جهودها ليعيش في دولة ذات سيادة منذ تشكيل السلطة الفلسطينية في العام 1994، فمن خلال هذه الزاوية ترى الدبلوماسية الإماراتية أن معاهدة السلام تمثل خطوة كبيرة إلى الأمام، فهي تحترم الحقوق التاريخية للفلسطينيين وقد أوقف قرار الضم الإسرائيلي، مما يحيي الأمل المنشود في حل الدولتين".

ـ الإمارات: زعيمة عالمية ـ

وحول الرؤية الإسرائيلية لمعاهدة السلام مع دولة الإمارات العربية المتحدة، قال أوفير جندمان من تل أبيب "الرؤية الإسرائيلية مشابهة تماماً للرؤية الإماراتية... ونحن نعتبر هذه الاتفاقية تاريخية ليس فقط في مجال العلاقات بين الطرفين ولكن أيضاً في تاريخ الشرق الأوسط، كما نعتقد أن هذه الاتفاقية قد تسهم في دفع عملية السلام مع الفلسطينيين قدماً، لذا نحن نولي لها أهمية كبيرة جداً"، وأضاف "نحن نريد لهذه العلاقات الجديدة مع الإمارات أن تكون موسعة وفعالة ومفيدة للطرفين، وأعتقد أنه يوجد تفاؤل كبير في إسرائيل حيال هذه الاتفاقية وفوائدها، ونحن نرحب طبعاً بهذا الإنجاز العظيم الذي حققه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، كما حققته قيادة الإمارات، وهذه هي صفحة جديدة في تاريخ الشرق الأوسط، لأننا نعيش أياماً تاريخية بكل تأكيد".

ورداً على سؤال حول كيفية ترجمة هذه الأقوال إلى أفعال ملموسة على الأرض، أشار الناطق باسم الحكومة الإسرائيلية إلى أن "هناك إجماعا في المجتمع الإسرائيلي على ضرورة التوصل إلى اتفاقيات سلام ليس فقط مع الفلسطينيين بل مع العالم العربي ككل، والآن نحن نرى بوادر هذا الحراك من خلال الاتفاقية مع الإمارات، ونحن نأمل ونثق بأنه ستكون هناك دول أخرى ستنضم إلى دائرة السلام، فهذا تحول استراتيجي تاريخي لا يمكن المبالغة فيه وهو يصب في مصلحة جميع شعوب المنطقة"، وأضاف "نعيش أزمات ونزاعات وصراعات ومناوشات منذ عقود... وقد آن الآوان لتغيير هذا الحراك وتغيير وجه المنطقة، والشعب الإسرائيلي يدعم هذه الاتفاقية ويدعم رئيس الوزراء نتنياهو وما قاله هو فعلاً تعبير عن الرأي العام الذي يسود في الشارع الإسرائيلي ولا يوجد أي أحد في إسرائيل لا يريد السلام".

وحول أبرز مجالات التعاون الممكنة بين دولة الإمارات وإسرائيل في المرحلة الأولى من معاهدة السلام قال جندمان "نتطلع إلى إقامة تعاون في شتى المجالات، ففي مجال الطيران تم الحديث عن تدشين رحلات مباشرة بين تل أبيب ودبي وأبوظبي، كما سيكون هناك تعاون زراعي واقتصادي وطبي بما يخص البحث عن لقاح لجائحة "كورونا"، كما سيكون هناك تعاون يفيد الطرفين في شتى المجالات دون استثناء"، وتابع حديثه قائلاً "أعتقد أن هذه العلاقات ستكون مماثلة لعلاقاتنا مع بريطانيا وفرنسا وأي دولة أخرى في العالم، إلا أنه يوجد هنا معنى خاص لأن هذه العلاقات لأول مرة بين إسرائيل ودولة خليجية رائدة ومتقدمة، وزعيمة عالمية في الكثير من المجالات، وهذا هو نقطة تحول في تاريخ المنطقة حيث سيكون مثالا يحتذى به لباقي الدول التي تريد أن ترى سلاماً في هذه المنطقة"، موضحاً "سنرى خلال الفترة القريبة المقبلة المزيد من هذه المبادرات وهذا الحراك والعملية السلمية الشاملة التي ستغير وجه المنطقة، وإن شاء الله آمل بأن القيادة الفلسطينية ستنضم إلى هذه الدائرة، لأن الطرف الفلسطيني يجب أن يستفيد أيضاَ من هذا الحراك".

وختم الناطق باسم الحكومة الإسرائيلية من تل أبيب، حديثه بتوجيه نداء سلام للسلطة الفلسطينية لاستئناف محادثات السلام المتعثرة قائلا "نحن ندعو الطرف الفلسطيني إلى العودة إلى المفاوضات منذ سنوات، ورئيس الوزراء الإسرائيلي وجه من خلال المقابلة التي أجراها على قناة "سكاي نيوز عربية"، الدعوة إلى "أبو مازن" وقال بأنه مستعد لاستئناف المفاوضات اليوم، والموقف الإسرائيلي لم يتغير، ونحن لسنا الطرف الذي أدى إلى عرقلة المفاوضات وإيقافها، بالعكس نحن وجهنا للطرف الفلسطيني مئات وآلاف الدعوات لاستئناف المفاوضات، وللأسف الكلمة الوحيدة التي سمعناها من رام الله كانت (لا)". وأضاف "أعتقد أنه يجب على القيادة الفلسطينية أن تستمع إلى هذه الرسالة السلمية التي تنبع من الخليج والإمارات ومن إسرائيل وأن تعود إلى المفاوضات، لأن تكتيك المقاطعة الفلسطيني فشل تماماً، وإذا أرادت القيادة الفلسطينية أن تمضي قدماً وتحقق إنجازات للشعب الفلسطيني يجب عليها أن تعود إلى المفاوضات وعلى الفور"، مؤكداً "نحن مستعدون لبحث جميع القضايا دون استثناء وأعتقد أنه آن الآوان للقيادة الفلسطينية أن تعود إلى مائدة المفاوضات، وإسرائيل لم تضع أبداً أي شروط لاستئناف المفاوضات، هذه الشروط جاءت من الطرف الفلسطيني وإسرائيل تمد يدها إلى الطرف الفلسطيني ونحن نريد أن نرى سلاماً معه ونعتقد أنه آن الآوان لحل هذه القضايا، وعندما توجد رغبة مشتركة لحل القضايا سنصل إلى هذه الحلول كما رأينا من خلال الاتفاقية مع الإمارات".

ـ قبلة الحياة ـ

من جانبه توقف الكاتب والمحلل السياسي د. بشير عبد الفتاح من القاهرة، عند إعادة معاهدة السلام القضية الفلسطينية إلى مربع الاهتمام الأول في المنطقة قائلاً "من بين إنجازات عديدة حققتها هذه الاتفاقية إلى جانب وقف عمليات الضم للأراضي الفلسطينية وغور الأردن والمستوطنات وغيرها، هو إحياء الأمل في عملية السلام مجدداً، فمنذ 6 سنوات تقريباً تعاني هذه العملية التفاوضية جموداً لافتاً، ولم يحدث اختراق حقيقي يعيد عملية السلام إلى مسارها الطبيعي، لهذا السبب  أعتقد أن هذه الاتفاقية سوف تساعد على إحياء عملية السلام لأن هناك محفزات جديدة لهذا السلام يمكن أن تلقى أصداء إيجابية لدى الداخل الفلسطيني كما الداخل الإسرائيلي أيضاً" وأضاف "السلام يحتاج إلى إرادة وشجاعة ومحفزات، وفي صلب هذه المحفزات تأتي المحفزات الاقتصادية، حيث تعي إسرائيل جيداً أن تقارباً مع دولة الإمارات العربية المتحدة التي تعد واحدة من أهم اقتصادات العالم واقتصادات منطقة الشرق الأوسط، سيتيح لها فرصاً هائلة ترتبط بتحقيق السلام في الأساس حتى يكون هذا السلام قوياً ويستطيع البقاء، وحتى تنطلق العلاقات على أرض صلبة، ومن ثم هذه العملية التفاوضية التي جمدت منذ سنوات ولم يحدث بها اختراق تلقت قبلة الحياة بهذه الاتفاقية.

وختم المحلل السياسي المصري حديثه بالقول "تمتلك دولة الإمارات العربية المتحدة من القدرات والمؤهلات ما يساعدها على إعطاء دفعة قوية لهذه العملية، لأن الاتفاقية تأتي بعد مسيرة طويلة لدولة الإمارات من التسامح وقبول الآخر والعيش المشترك، وبعد أن قدمت نموذجاً يحتذى به حيث يعيش فيها أكثر من 200 جنسية، بينما الجمعية العامة للأمم المتحدة تضم 195 دولة فقط، ما يعني أن لدى دولة الإمارات قدرة هائلة على التعايش وقبول الآخر والتسامح وفتح صفحة جديدة من علاقات تعود بالخير على كافة الأطراف، وهذا يعطي لها رصيدا ربما لم يتح لكثيرين من أجل إكمال عملية السلام والوصول بها إلى بر الأمان".

ـ تطور الإنسانية ـ

ورداً على سؤال، هل يمكن أن تفرض معاهدة السلام اليوم، قيوداً على الدعم الاماراتي للقضية الفلسطينية والمتماشي دوماً مع الاجماع العربي قال محمد جلال الريسي المدير التنفيذي لوكالة أنباء الإمارات: "لا شك أننا في دولة الإمارات العربية المتحدة ـ ومثلما تربينا وتأسسنا دائماً ـ أنها مع الشعب الفلسطيني، داعم مستمر، وأعتقد أن الرسالة كانت واضحة من بداية الإعلان عن المعاهدة حيث وضع هذا الشيء نصب أعين الاتفاق. ولا شك أن الاتفاق هو شيء سيادي لكل دولة، حيث حرصت الإمارات على النظر برؤية استراتيجية مهمة يهمها في النهاية أن يكون هناك حل لهذه القضية وهذا الملف الذي يعتبر ملف القرن" وأضاف قائلاَ "هذا الشيء أساسي ومهم، لكن الدور الآن على الجانب الفلسطيني أن يستغل هذه الفرصة التاريخية ويبدأ بالخطوات اللازمة لإيصال الشعب الفلسطيني إلى نهاية لهذه المأساة، وأعتقد أن الجانب الإسرائيلي متفهم جداً لهذه الخطوة، وهناك نوع من التفاهم أن يكون هناك عمل مشترك لإيجاد منطقة فيها سلام، ودولة الإمارات العربية المتحدة تاريخها واضح في التسامح ودعم السلام في مختلف أنحاء العالم، كما كانت دائماً تقف مع الشعب الفلسطيني بما تستطيع من دعم سياسي وإنساني ومن كل النواحي، لذلك أعتقد أن هذا الدور مستمر".

وحول اللافت الذي استوقف رئيس الوزراء الإسرائيلي في إطار حديثه عن دولة الإمارات من أنها من أكثر المجتمعات تقدماً في العالم قال الريسي" أعتقد أن هناك العديد من المزايا والمواصفات الموجودة في مجتمع الإمارات لافتة للعالم ككل، أبرزها أن شعب الإمارات متسامح يستقبل الجميع ومتعايش مع الجنسيات والأديان المختلفة التي تعيش مع بعضها في هذا المجتمع وتساهم في بناء وتطور الإنسانية".

 

Our News

"رواق الفكر".. مساحة إبداعية وحوارات ملهمة

يقدمه جمال الشحي عبر شاشة "سما دبي"

"كاربول كاريوكي 6" يجمع نجوم الفن العربي في دبي

ينطلق أول أيام عيد الفطر على شاشة "تلفزيون دبي"

"الراوي".. وجبة ثقافية ومعرفية رصينة على شاشة "تلفزيون دبي"

يسرد فيه جمال بن حويرب سير الأعلام والمدن

إطلاق "عاون" لدعم المعسرين من الحالات الصحية عبر منصة "جود"

بموجب مذكرة بين "تنمية المجتمع" و"الجليلة" و"الإمارات اليوم"

H