حققت دولة الإمارات العربية المتحدة قفزات نوعية في شتى المجالات، واستطاعت في غضون 50 عاماً، الانتقال من تجارة اللؤلؤ إلى عبور المستقبل والوصول إلى المريخ مع المحافظة على عراقتها التاريخية وموروثها الحضاري وهويتها الوطنية، من خلال رؤية قيادتها الرشيدة الاستباقية في استشراف المستقبل، بهدف الاستشراف المبكر للفرص والتحديات في كل القطاعات الحيوية في الدولة وتحليلها، ووضع الخطط الاستباقية بعيدة المدى لها على كل المستويات لتحقيق إنجازات نوعية لخدمة مصالح المجتمع والدولة.
وتمكنت الإمارات من أن تصبح نموذجاً عالمياً متفرداً في استشراف المستقبل ومعالجة التحديات وإيجاد فرص واعدة تكون ركيزة أساسية لتحقيق التنمية المستدامة التي تخدم البشرية، وعملت على تطوير بيئة محفزة تستقطب أفضل العقول حول العالم، وأبرز المفكرين والمبدعين، ما عزز ترسيخ مكانة الدولة مركزاً لصناعة المستقبل، ومنصة لاختبار الحلول والتقنيات التي ترسم ملامح غدٍ أفضل للأجيال والإنسانية.
وكان أهل الإمارات سابقاً يعتمدون على صيد اللؤلؤ اعتماداً كبيراً، حيث مثلت هذه التجارة عصب الحياة بالنسبة لهم، وعمل في هذه التجارة الآلاف من سكان الدولة في جميع إماراتها، ولكن مع ظهور النفط تضاءلت صناعة اللؤلؤ في البداية إلى أن انتهت كلياً بعد ذلك، حيث توقفت منذ قرابة الثلاثين عاماً، وأصبح كل ما يتعلق بها من الذكريات التي عاشها الجيل السابق.
الاستثمار في الإنسان
واحتل الإنسان صدارة اهتمامات القائد المؤسس، المغفور له بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، وتوفير جميع السبل لرعايته وتمكينه والدفع به لخدمة وطنه ومجتمعه، إيماناً منه أن الإنسان أساس التنمية والحضارة، وأن بناء الإنسان ضرورة وطنية وقومية تسبق بناء المصانع والمنشآت.
وانطلاقاً من هذا الفهم العميق، حرصت القيادة الرشيدة على السير على نهج الآباء المؤسسين، والاستثمار في العنصر البشري وبناء القدرات والكفاءات الوطنية وتمكينها لقيادة مسيرة المستقبل، من خلال رؤية شاملة وفكر استباقي ومنظومة متكاملة تستند إلى ركيزة أساسية تتمثل في تطوير نماذج عمل مستقبلية مبتكرة بأيدي أبناء الإمارات، بغية إيجاد حلول استباقية لتحديات المستقبل، والارتقاء بمنظومة العمل لتعزيز تنافسية الدولة وتحقيق طموحاتها في تبوؤ المركز الأول.
تنافسية عالمية
وتوالت الإنجازات في دولة الإمارات وباتت تتبوأ مراكز متقدمة في خارطة التنافسية العالمية في مختلف المجالات، تلبية لطموحات القيادة الرشيدة وإيمانها بأن الكفاءات الوطنية هي المحرك الرئيس لمسيرة التنمية والتطوير، إذ يمثل الاعتماد عليها عنصراً أساسياً للتقدم والإنجاز وتعزيز ريادة الدولة في القطاعات كافة.
وعلى مدار السنوات الماضية كان الاهتمام بتطوير قدرات الكوادر الإماراتية وتزويدهم بالمعارف والمهارات والخبرات، حجر الأساس في تعزيز دورهم في تعزيز ثقافة الابتكار والبحث العلمي وتطوير التقنيات المستقبلية، وتبني أحدث الحلول في مجالات الثورة الصناعية الرابعة، إلى جانب بناء منظومة متكاملة من الأدوات الحديثة وتحويلها إلى عمل مؤسسي منظم.
Advertisement