معالي سعيد محمد الطاير يؤكد أن دبي لديها رؤية شاملة لاستدامة موارد المياه

أكد معالي سعيد محمد الطاير، العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي، أن دبي لديها رؤية شاملة لاستدامة موارد المياه في إطار الاستراتيجية المتكاملة لإدارة الموارد المائية في دبي 2030 والتي تركز على تعزيز الموارد المائية وترشيد الاستهلاك واستخدام أحدث التقنيات والحلول المبتكرة. جاء ذلك خلال الكلمة الافتتاحية التي ألقاها معالية في الندوة الدولية العاشرة للحديث الشريف التي نظمتها جامعة الوصل - عن بعد - بعنوان "الأمن المائي في السنة النبوية.. المقاصد والاستراتيجيات" تحت رعاية معالي جمعة الماجد، رئيس مجلس أمناء جامعة الوصل، وبحضور الدكتور محمد أحمد عبد الرحمن مدير الجامعة، وعدد من الباحثين والمختصين وأساتذة الجامعة وطلبتها.

وأكد معالي الطاير في بداية كلمته أن الماء أساس الحياة، كما جاء في قوله تعالى: «وَجَعَلْنَا مِنَ الماء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ». وقد حثنا رسول الله ﷺ على ترشيد استخدام المياه في حياتنا وأهمية التصدق به باعتباره من أهم الثروات التي يُنال بها الأجر.

وأضاف معاليه: "وفقاً لتقرير صدر عن منظمة اليونيسف ومنظمة الصحة العالمية في 2019، لا يحصل واحد من بين كل ثلاثة أشخاص على مستوى العالم على مياه شرب آمنة، وفي كل عام، يموت 297 ألف طفل حول العالم بسبب أمراض مرتبطة بعدم كفاية المياه والصرف الصحي والنظافة العامة. لذا، يعد موضوع الأمن المائي أحد أبرز التحديات العالمية، ففي عام 2016، أدرج المنتدى الاقتصادي العالمي "الأزمات المائية" كواحدة من أكبر المخاطر التي تؤثر على العالم. واتساقاً مع الهدف السادس من أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة 2030 الذي ينص على "ضمان توافر المياه وخدمات الصرف الصحي للجميع"، أطلقت دولة الإمارات العربية المتحدة استراتيجية الأمن المائي لدولة الإمارات 2036 التي تهدف إلى ضمان استدامة واستمرارية الوصول إلى المياه خلال الظروف الطبيعية وظروف الطوارئ القصوى، وتعالج تحديات الأمن المائي المستقبلية على المدى الطويل. وتعد منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا المنطقة الأشد ندرةً في المياه على مستوى العالم، حيث يعيش أكثر من 60% من سكانها في مناطق تعاني من مستوى مرتفع أو مرتفع جداً من إجهاد المياه السطحية، مقارنة بالمتوسط العالمي البالغ نحو 35%. ومن بين التحديات المتعلقة بالمياه في دولة الإمارات: محدودية موارد المياه الطبيعية العذبة، واستنزاف المياه الجوفية، وارتفاع الطلب على المياه. لذا، تولي القيادة الرشيدة أهمية كبرى للحفاظ على المياه وترشيد استهلاكها وضمان أمنها. كما تدعم دولة الإمارات الجهود العالمية لتوفير مياه الشرب عبر تشجيع المؤسسات البحثية والأفراد والمبتكرين من جميع أنحاء العالم على إيجاد حلول مستدامة ومبتكرة لتحلية المياه باستخدام الطاقة الشمسية."

وتابع معالي الطاير: "تحقيقاً لرؤية سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بأن أفضل الصدقة سقيا الماء، نعمل على ايجاد حلول مستدامة لتوفير مياه نظيفة وصالحة للشرب، وتوفير شبكة أمان مائي للمحتاجين والأسر الأقل دخلاً والمجتمعات النامية كضرورة حيوية لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية. وبتوجيهات القيادة الرشيدة، تحرص مؤسسة سقيا الإمارات، وضمن مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، على توفير المياه الصالحة للشرب في المجتمعات الأشد حاجة في العديد من دول العالم، حيث ينخرط الأطفال في المناطق الريفية في جميع أنحاء العالم يومياً في رحلة البحث عن الماء، ويقضون فيها ساعات طويلة، ما يفقدهم فرص الحصول على التعليم وتحسين وضعهم."

وتابع معالي الطاير: "يقول سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله: "كل تحدٍ هو فرصة. فرصة للتعلم. وفرصة لاختبار قدراتنا ومعارفنا". وفي هذا الإطار، وصلت القدرة الإنتاجية لهيئة كهرباء ومياه دبي إلى 490 مليون جالون من المياه يومياً، بفضل البنية التحتية والرقمية المتطورة التي تمتلكها الهيئة والاستناد إلى الابتكار والتخطيط العلمي السليم. وحققنا  إنجازاً عالمياً بحصولنا على أدنى سعر تنافسي عالمي بلغ 0.277 دولار أمريكي للمتر المكعب من المياه المحلاة في مشروع تحلية المياه في مجمع حصيان بقدرة إنتاجية تبلغ 120 مليون جالون يومياً، باستخدام تقنية التناضح العكسي لتحلية مياه البحر (SWRO) وفق نظام المنتج المستقل للمياه (IWP)، والذي يعد أول مشروع ننفذه وفق نموذج المنتج المستقل للمياه، بعد النجاح الكبير الذي حققته الهيئة في مشروعات المنتج المستقل للطاقة في مشروعات مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية، أكبر مجمع للطاقة الشمسية على مستوى العالم. ولدينا رؤية شاملة لاستدامة موارد المياه في إطار الاستراتيجية المتكاملة لإدارة الموارد المائية في دبي 2030 والتي تركز على تعزيز الموارد المائية وترشيد الاستهلاك واستخدام أحدث التقنيات والحلول المبتكرة. كما تستهدف استراتيجية إدارة الطلب على الطاقة والمياه في إمارة دبي تخفيض استهلاك المياه بنسبة 30% بحلول عام 2030. وقد حققت هيئة كهرباء ومياه دبي نتائج مهمة في هذا المؤشر حيث استطاعت تقليل نسبة استهلاك المياه الجوفية لأغراض الشرب من 100% في الثمانينات من القرن الماضي إلى 0.4% حالياً."

وأوضح معالي الطاير أن الهيئة تعتمد ثلاثة محاور لاستدامة إنتاج المياه تقوم على الاستفادة من الطاقة الشمسية النظيفة لتحلية مياه البحر باستخدام أحدث تقنيات التناضح العكسي، التي تتميز باستهلاك أقل من الطاقة، ثم تخزين الفائض من الإنتاج في أحواض المياه الجوفية واسترجاعها وإعادة ضخها إلى شبكة المياه عند الحاجة. ويمتاز هذا النموذج الشمولي المبتكر بالحفاظ على البيئة ويمثل حلاً اقتصادياً مستداماً ويؤكد قدرة دبي على استشراف المستقبل وصناعته. ويجري العمل حالياً على تنفيذ مشروع لتخزين 6,000 مليون جالون من المياه المحلاة في أحواض المياه الجوفية واسترجاعها عند الحاجة. وتوفر هذه التقنية مخزوناً استراتيجياً يمد الإمارة بأكثر من 50 مليون جالون من المياه يوميا في حالات الطوارئ لمدة 90 يوماً، مع ضمان سلامة المياه المخزنة من التأثيرات الخارجية. ووفق الاستراتيجية الموضوعة فإن 100% من انتاج دبي من المياه المحلاة عام 2030، سيأتي من مزيج من الطاقة النظيفة الذي يجمع بين مصادر الطاقة المتجددة والاعتماد على استخدام الحرارة المفقودة، الأمر الذي سيجعل دبي تتجاوز الهدف المحدد عالمياً فيما يتعلق باستخدام الطاقة النظيفة في تحلية المياه. كما أن زيادة الكفاءة التشغيلية لفصل عملية تحلية المياه عن إنتاج الكهرباء ستوفر ما يقارب 13 مليار درهم حتى 2030 مع تخفيض 44 مليون طن من انبعاثات الكربون.

وأضاف معاليه: "بتوجيهات القيادة الرشيدة، نسعى إلى جعل دبي نموذجاً عالمياً للطاقة النظيفة والاقتصاد الأخضر عبر تبني تقنيات الثورة الصناعية الرابعة. ويركز مركز البحوث والتطوير التابع للهيئة في مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية، أكبر مجمع للطاقة الشمسية في موقع واحد على مستوى العالم، على أربعة مجالات تشغيلية رئيسية تشمل إنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية؛ وتكامل الشبكة الذكية؛ وكفاءة الطاقة؛ والمياه. وأسهمت جهود الهيئة في البحوث والتطوير واعتماد أحدث التقنيات العالمية، في تقليل نسبة الفاقد في شبكات نقل وتوزيع المياه من أكثر من 42% في عام 1988 إلى 5.1% حالياً، وهي من أدنى النسب المسجلة على مستوى العالم. كما تحرص الهيئة على رفع وعي أفراد المجتمع بالقضايا البيئية وقضايا الاستدامة وأهمية ترشيد استخدام الموارد الطبيعية، لا سيما المياه. كما تنظم الهيئة "جائزة الترشيد" بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم وهيئة المعرفة والتنمية البشرية بدبي، للاحتفاء بالمؤسسات التعليمية التي تطبق أفضل الممارسات في ترشيد استهلاك الكهرباء والمياه، إضافة إلى تقدير الإنجازات الفردية ضمن القطاع التعليمي.  وحققت برامج ومبادرات الترشيد التي أطلقتها الهيئة بين عامي 2011 و2020 وفراً تراكمياً ضمن الفئات المستهدفة بلغ 2.44 تيراوات ساعة من الكهرباء و6.7 مليار جالون من المياه، بما يعادل توفير 1.35 مليار درهم، وتقليل 1.22 مليون طن من الانبعاثات الكربونية."

واختتم معالي الطاير بالقول: "سنواصل العمل على ابتكار تجارب فريدة تعزز من سعادة جميع المعنيين وتسهم في أن تكون دبي المدينة الأذكى والأكثر سعادة في العالم، وسنعمل على ابتكار حلول استباقية لتحديات الخمسين عاماً المقبلة تحقيقاً لرؤية القيادة الرشيدة بأن تكون دولة الإمارات أفضل دولة في العالم بحلول مئويتها في العام 2071."

 

أخبارنا

"شطرنج".. حوارات صريحة بعيدة عن المنطقة الرمادية

استضاف نخبةً من نجوم الفن والدراما

"السنيار".. يستكشف جماليات التراث الإماراتي

تعرضه "سما دبي" يوميًا على الهواء مباشرة

مرعي الحليان: عودة "وديمة وحليمة" يحملنا مسؤولية كبيرة

يجسد فيه شخصية "فرج" ويشيد بدعم "دبي للإعلام" للعمل

H